المخابرات الاردنية وحكاية فلسطينية


المخابرات الاردنية وحكاية فلسطينية

المخابرات الاردنية وحكاية فلسطينية

بقلم: عبدالله عيسى
حدثني اللواء نزار عمار قال: "في عام 1984 اجتمع الشهيد القائد ابو اياد مع السفير الاردني في القاهرة عندما بدأت العلاقات الاردنية الفلسطينية تأخذ مسارها الطبيعي بعد الانتكاسة في العلاقات خلال السبعينات .
وكان اللقاء في القاهرة وديا ولكن السفير الاردني عاتب ابو اياد قائلا :"ايعقل يا ابا اياد ان ترسل ابو داود لاغتيال الملك حسين بعمان في عام 1973؟!".
فقال ابو اياد :"وهل صدقتم انني ارسلت اطول رجل في حركة فتح في مهمة كهذه .. فهو ملفت للانتباه مهمته محكوم عليها بالفشل سلفا ولكنها كانت رسالة لا اكثر ولو اردت اغتيال الملك لأرسلت ابو هشام لاغتياله  فهو لايثير الانتباه".
كان هذا الحديث عابرا في حوار سياسي مع السفير الاردني . وبدوره ارسل السفير الاردني تقريرا لمحضر الاجتماع الى وزارة الخارجية التي ارسلته بدورها الى المخابرات الاردنية .
بعد اكثر من عام ذهب ابو هشام الى الاردن لتجديد جواز سفره فاستدعته المخابرات الاردنية كإجراء روتيني متبع في مثل هذه الحالات الان ان استدعاء ابو هشام لم يكن روتينيا ابدا.
جلس ابو هشام في مكتب ضابط كبير في المخابرات الاردنية وكان حديثا عاما .رئيس المخابرات الاردنية في حينها ورد عليه اسم ابو هشام كزائر لمقر المخابرات للمراجعة وعرف انه في مكتب الضابط الفلاني ففتح شاشة التلفزيون على مكتب الضابط حيث يوجد ابو هشام واخذ يرقب حركات وتصرفات ابو هشام باهتمام كبير .
قام الضابط واشعل سيجارة ل ابوهشام ..فرن الهاتف وكان على الخط رئيس المخابرات وقال للضابط :"الم تلاحظ ان ابو هشام نظره ضعيف جدا عنما اشعلت له السيجارة ولم يتبين شعلة الولاعة بدقة ؟.
قال الضابط :نعم لاحظت ذلك . فقال رئيس المخابرات:" كيف يكون نظره ضعيف لهذه الدرجة ويقول ابو اياد انه لو فكر في اغتيال الملك لأرسل ابو هشام ".
قلت لنزار عمار معلقا على حكايته:" شيء مدهش .. رئيس المخابرات الذي تصله يوميا عشرات التقارير السرية في قضايا داخلية وخارجية ويتابع عمل جهاز المخابرات بأكمله يتذكر كلمة عابرة وردت في محضر اجتماع بين ابو اياد والسفير الاردني رغم ان ابو اياد قالها مازحا ومع هذا تحمل على محمل الجد ورغم ان العلاقات الاردنية الفلسطينية دخلت مرحلة متميزة من التعاون وطويت صفحة الماضي الى الابد".
قال نزار عمار ضاحكا :"هذه القصة تذكرني بالسلطة الفلسطينية .. متى نعطى المصلحة العامة اولى الاوليات لدينا وكل يعطي وقته وتفكيره لخدمة البلد ".

المصدر: دنيا الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Share